شهدت الجلسة الرابعة لمحاكمة 3 صحفيين بجريدة "البلاغ الجديد" الإسبوعية المستقلة بتهمة الطعن في الأعراض بطريق النشر، وذلك لقيامهم بنشر موضوعا يتضمن إلقاء القبض على الفنانين نور الشريف وخالد أبوالنجا وحمدى الوزير ضمن شبكة لممارسة الشذوذ بأحد الفنادق الشهيرة بوسط القاهرة، مفاجآة مثيرة فجرها "عبده مغربى" رئيس التحرير خلال جلسة المحاكمة حين أعلن أن المقدم تامر سمير الضابط بالإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب بمديرية أمن القاهرة هو مصدره الذى إعتمد عليه فى نشر خبر شذوذ الفنانين الثلاثة .
وقبل بدأ الجلسة شهدت قاعة المحكمة "جنح السيدة زينب" مشاجرة بالأيدى بين مرتضى منصور "محامى نور الشريف" ونبيه الوحش "دفاع رئيس التحرير" حين إختلف الاثنان حول ما اذا كان مرتضى وباقى دفاع الفنانين سيقومون بالمرافعة خلال الجلسة، فضلا عن إصرار مرتضى على حجز مكان متقدم فى القاعة ليكون جاهزا للدفاع الأمر الذى أدى إلى إثارة نبيه الوحش الذى أصر على أن مرتضى وباقى دفاع الفنانين ترافعوا خلال الجلسة الماضية ومن ثم ليس من حقهم الترافع خلال جلسة الاربعاء.
وهنا تدخل عبده مغربى محاولاً تهدئة الأمور إلا أن مرتضى إستفزه عندما قال له "سأحبسك" فرد عليه عبده مغربى قائلا "مش إنت إللى هاتحبسنى المحكمة هى إللى هاتحبسنى" وهنا حدث تشابك بالايدى بين دفاع المتهمين والمجنى عليهم حاول خلاله أنصار عبده مغربى الذين حضروا من قرى الصعيد لمناصرته التدخل فى المعركة إلا أن الأمن تدخل وسيطر على الأمور. ليدخل رئيس المحكمة إلى القاعة وعندما شاهد القاعة تغلى والجميع متحفزين للتشاجر والعراك فيما بينهم أمر بإخلاء القاعة من الحضور باستثناء دفاع المتهمين والمجنى عليهم والصحفيين لتبدأ وقائع الجلسة المثيرة التى استمرت أكثر من 5 ساعات .
وخلال الجلسة قام نبيه الوحش بتقديم محضرين قال إنهما يتضمنان اسماء أشخاص تم القبض عليهم فى قضية شذوذ وإعترفوا أن خالد أبوالنجا وحمدى الوزير كانا يمارسان الشذوذ معهم ، وهنا تدخل مرتضى منصور قائلا إن المحضرين المقدمين مسجلين منذ عامى 2007 و 2008 ولايمكن الإعتداد بهما فى القضية فرفضت المحكمة الأخذ بهما.
وبعدها قدم دفاع الصحفى إيهاب العجمى "أحد المتهمين" أصل إقرار كتبه عبده مغربى وأقر خلاله بمسئوليته عن نشر خبر الشذوذ كما قدم أصل الخبر الذى قدمه إيهاب لمغربى والذى كان مجهلا ولايحمل أسماء معينة أو واقعة بذاتها. بعدها طلب عبده مغربى من رئيس المحكمة الحديث قائلا إنه لو إضطره الأمر إلى أن يقف خلف القضبان فى سبيل أن يقول الحقيقة فلن يتراجع، فوافقت المحكمة على الإستماع له. ليعلن ان المحرر إيهاب العجمى إتصل به قبل نشر الخبر بيوم واحد وقال له إن مباحث الآداب ألقت القبض على شبكة للشذوذ الجنسى تضم بين أعضائها فنانين مشهورين وعندما سأله عن مصدر الخبر قال له إن المقدم تامر سمير الضابط بالادارة العامة لمكافحة الآداب بمديرية أمن القاهرة هو من أخبره بذلك وبناء على ذلك وافق على نشر الخبر .
وأشار مغربى إلى أن أن النيابة وجهت له إتهاما وأحالته إلى المحاكمة من دون سماع أقواله أو أقوال الشهود ودون استكمال أركان الجريمة لافتا إلى أنه يعتزم اختصام النيابة العامة نظرا للسرعة الشديدة التى تمت بها إحالته للمحاكمة .
وقال إنه أقدم على نشر الخبر بعد أن استوفى كافة الخطوات والإجراءات المتبعة وعلى رأسها التأكد من صدق الخبر، مشيرا إلى أن الفنان نور الشريف رمز من رموز المجتمع المصرى والعالم العربى وأن أخباره وكل شاردة وواردة تتعلق به تهم جماهيره وجموع المواطنين .
من جانبه إعتبر مرتضى منصور أن الصحفيين الثلاثة المتهمين فى القضية وهم عبده مغربى رئيس تحرير الجريدة، وأحمد فكرى رئيس التحرير التنفيذى وإيهاب العجمى المحرر بالجريدة، يعمدون إلى إطالة أمد الدعوى إمعانا فى التشهير بموكليهم عبر الفضائيات والصحف، مؤكدا أن كل جلسة تمر فى الدعوى بمثابة سكين فى قلب الفنانين المجنى عليهم.
وطلبت باقى هيئة الدفاع عن الفنانين الثلاثة توقيع أقصى العقوبات بحق الصحفيين الثلاثة، وذلك طبقا لما ورد بأمر الإحالة الصادر بحق المتهمين من النيابة العامة، معتبرين أن الصحفيين الثلاثة عمدوا إلى الإساءة للفنانين الثلاثة وتشويه صورتهم بنشر أخبار تتضمن وقائع ملفقة ومختلقة لم تحدث، مؤكدين أن النشر أدى إلى وقوع أضرار أدبية كبيرة على الفنانين المذكورين المدعين بالحق المدنى . لتعلن المحكمة تأجيل القضية لجلسة 2 ديسمبر القادم للاطلاع وتقديم مستندات واستعداد دفاع الصحفيين للمرافعة .
وكان النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود قد أمر فى 6 أكتوبر الماضى بإحالة الصحفيين الثلاثة لمحاكمة عاجلة أمام محكمة الجنح بمنطقة السيدة زينب بعد أن وجه لهم تهمة الطعن فى الأعراض عن طريق النشر.
وذكر بيان صادر عن مكتب النائب العام أن النيابة العامة أرسلت إلى نقابة الصحفيين إعلانا للصحفيين الثلاثة تطالبهم فيه بحضور جلسة تحقيق بتاريخ الأحد 4 أكتوبر الماضى مع حضور مندوب من النقابة لسماع أقوالهم فيما هو منسوب إليهم، وأوضح النائب العام أنه نظرا لتغيب المتهمين وعدم حضورهم جلسة التحقيق فقد تم تأجيل الجلسة إلى اليوم التالى ، إلا ان أيا من الصحفيين الثلاثة لم يمثل أمام النيابة، وبناء عليه فقد تقرر إحالتهم إلى محاكمة عاجلة أمام محكمة الجنح .
وتعود وقائع القضية إلى 3 أكتوبر الماضى عندما تقدم الفنان نور الشريف ببلاغ للنائب العام إتهم فيه الصحفيين الثلاثة بسبه وقذفه لقيامهم بنشر خبر على صفحة الجريدة الأولى يحمل صورة الفنان نور الشريف وتتضمن تفاصيله قيام شرطة السياحة والآثار بإلقاء القبض عليه وأخرين ضمن شبكة لممارسة الشذوذ الجنسى بفندق "سميراميس" بوسط القاهرة بعد أن أذنت النيابة العامة بذلك .
وذكر الفنان فى بلاغه أن الخبر المنشور أشار إلى أن نيابة عابدين تولت التحقيق فى قضية ضبط الشبكة المذكورة وكشفت أن الفنان "نور الشريف" وأخرين أعضاء فيها، وأضاف الخبر أن الجريدة تلقت معلومات مؤكدة عن مثول الفنانين المتهمين أمام النيابة فى تحقيق إستمر أكثر من 5 ساعات تم بعدها إخلاء سبيلهم بكفالة مالية. وذكر الفنان فى بلاغه أن هذا الخبر المكذوب سبب أضرار أدبية ومادية له ولأسرته بل إنه سبب الضر لكل الفنانين المصريين.
وفور تلقى النائب العام البلاغ أمر بإحالته إلى نيابة جنوب القاهرة الكلية للاستماع إلى أقوال المبلغين، كما أمر بإخطار نقابة الصحفيين بمضون البلاغ وتكليف المشكو فى حقهم بالمثول أمام النيابة العامة للتحقيق معهم وإيفاد ممثل عن نقابة الصحفيين لحضور إجراءات التحقيق معهم فيما نسب إليهم. كما أمر النائب العام بسرعة إنهاء التحقيقات فى البلاغ وتحديد المسئولية الجنائية والتصرف فيه على ضوء ماتكشف عنه تحقيقات النيابة .