علمنا أن المحكمة الجنائية بسوسة ستنظر قريبا في جريمة القتل التي سجلت منذ سبعة أشهر تقريبا (يوم 13 جوان 2009) بقرية بني ربيعة (معتمدية مساكن) وذهبت ضحيتها زوجة شابة على يد زوجها بعد رفضها لــ»تمويل» مشروع «حرقة» كــان يخطـط لهــا الزوج.
وتفيد تفاصيل هذه القضية الأليمة ان بشير وهو شاب عمره 37 عاما «حرق» الى فرنسا سنة 2001 وترك وراءه زوجته بشيرة وعمرها 35 سنة وبنتين عمر الاولى 12 سنة والأخرى 7 سنوات وخلال فترة غيابه تحملت زوجته مسؤولية رعاية بنتيها على أحسن ما يرام اذ دخلت معترك العمل لتوفر مستلزماتها وبنتيها وعملت بمصنع للخياطة قريبا من مقر سكناها بمدينة مساكن بولاية سوسة وطوال فترة غياب الزوج كانت بشيرة مثالا للاستقامة والأخلاق الفاضلة منتظرة عودة زوجها لمساعدتها على «هم الزمان؛ ظانة انه سيعترف لها شاكرا لجميلها ويشكرها على تعبها ونضالها أثناء فترة غيابه ولم تكن المسكينة تعلم أن نهايتها ستكون على يديه عند عودته من الغربة.
يا خيبة المسعى
ففي سنة 2007 عاد البشير الى مسقط رأسه بمساكن وهو يجر أذيال الخيبة صفر اليدين وخيّب امال بشيرة التي كانت تظن انه سيعود بالمال الوفير و»يا خيبة المسعى» اذ واصلت الزوجة تحمل المسؤولية بمفردها في حين انشغل زوجها بمعاقرة الخمر والطيش وحبذ البطالة مما أدى الى نشوب مشاكل عديدة بين الطرفين وتفاقمت هذه الخلافات لما علمت الزوجة ان زوجها يخطط لبيع المنزل لتمويل مشروع «حرقة» جديدة إلى فرنسا فرفضت الأمر رفضا تاما باعتبارها ساهمت بقسط كبير من مالها الخاص في بنائه بعد تضحية وتعب.
مخدر في العصير
يوم 13 جوان 2009 احتدت الخلافات بين الزوجين ممــا حـــدا بالزوج للتفكـــير في وضع حد لحياة زوجته وقتلها وليلة الجريمة عمد الى وضح مخدر في كأس العصير قدمه لبنتيه فاستسلمتا لنوم عميق بعد احتساء العصير انذاك استغل الفرصة لتنفيذ جريمته اذ خنق زوجته أثناء نومها واضرم النار في جسد زوجته بشيرة التي كانت حاملا في شهرها الخامس ثم أحرق الحشية التي كانت تنام عليها للايهام بأن حريقا نشب بالبيت بعد ان القى شمعة بمكان الحادثة للايهام بأنها السبب في اندلاع النيـــران كما استعمــل قفازات حتى لا يترك بصماته في مسـرح الجريمة ولقـن ايضـــا ابنـــته الصغرى بعد ان ايقظها من يومها .
الاقوال التي ستدلي بها لاعوان الامن ممارسا عليها سلطة الأبوة وذلك لدعم فرضية الحريق.
ولكن بانطلاق الأبحاث تمكن اعوان الحرس بسوسة من كشف خيوط الجريمة وايقاف الزوج الذي اعترف بتفاصيل جريمته.