عثرت الشرطة الفرنسية، ليلة أمس، على شابتين من أصل عربي وقد فارقتا الحياة داخل سيارتهما الغارقة في نهر بجنوب غربي فرنسا. ورغم أن الوفاة نجمت، على الأرجح، عن حادث انزلاق السيارة تحت جسر فيان الواقع على نهر قريب من بلدة فوغارول، حيث تقيم أسرة الفتاتين، فقد أمر قاضي التحقيق بتشريح الجثتين للتأكد من عدم وجود أسباب جرمية في الحادث.
وشغل اختفاء كل من سعاد وناجية بوشنفور، البالغتين 24 و26 عاما، اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية منذ خروجهما بالسيارة من منزل العائلة، في الثاني عشر من الشهر الحالي وانقطاع أخبارهما. واستبعد الوالدان، وهما أبوان لستة أبناء، احتمال أن تكون الشابتين قد فرتا من بيت العائلة، كما يحدث عادة في قضايا هروب المراهقات من المنازل. ولم تكن أي منهما تعاني من مشكلات خاصة بل إن الصغرى، ناجية، كانت تستعد للسفر مع والدتها إلى المغرب في اليوم التالي لاختفائها. أما سعاد فقد كان مقررا لها أن تتسلم عملها الجديد كممرضة في أحد مستشفيات مدينة تولوز. وقالت ربيعة، الابنة الثالثة للأسرة التي ظلت متمسكة بالأمل حتى اللحظة الأخيرة، إن «سعاد وناجية كانتا الفرح مجسما».
وتولت عدة فرق من الدرك والشرطة تمشيط المنطقة طوال الأسبوع الماضي. كما تم توزيع صور الفتاتين وتعليقها على لوحات الإعلانات وواجهات المتاجر في بلدتهما والبلدات القريبة منها. ولم تسفر التحقيقات عن نتيجة حتى الليلة الماضية، عندما أخطر متنزهون الشرطة بأنهم شاهدوا سيارة منزلقة في نهر محلي. ورغم الظلام والبرد الشديد، قام غطاسون من الدرك بالبحث عن السيارة وعثروا في داخلها على سعاد وناجية التي لم يشفع لها اسمها في النجاة من الحادث لكي تتزوج خطيبها. واستغرقت عمليات انتشال الجثتين عدة ساعات من ليلة أمس.