جريمة فظيعة اهتزت لها أرجاء ولاية قفصة ..مكان الجريمة هو منطقة ريفية نائية تبعد عن منطقة زانوس 8 كلمترات وعن مدينة السند 13 كلم والضحية طفلة صغيرة لم تجاوز السادسة من عمرها التحقت هذه السنة بمقاعد الدراسة بمدرسة المكان.
والجانيان هما شابان الأول على أبواب العشرين من عمره والثاني تجاوزها بسنة. والجريمة... عملية تحويل وجهة واغتصاب بشع ومقزز أحال الطفلة المسكينة مباشرة الى قسم الجراحة بمستشفى الهادي شاكر بصفاقس لتجري عليها هناك 3 عمليات جراحية..
الضحية من عائلة متواضعة ..والدها فلاح بسيط يوفر قوت ابنائه بصعوبة.. ووالدتها امرأة مكافحة لم تعرف النوم العميق منذ سنوات تكد من الفجر الى الغروب.
وتقوم بجميع أنواع الأعمال الفلاحية.. لتوفر بعض القوت لمواشيها.. ولأبنائها.. أملهما (الأب والأم) الوحيد تنوير أبنائهم وتدريسهم لعلهم ينالون من الخير نصيبا ويغيرون وجه حياة هذه العائلة البائسة.
البنت الضحية هي ملاك طاهر، لم تفارق بعد ألعاب الصبية وأحلام الصغار لم تتجاوز السادسة من عمرها لم تلتحق لا بروضة ولا بسنة تحضيرية لأن الظروف لا تسمح..
ولكن الفرحة لم تسعها لما التحقت هذه السنة بمقاعد الدراسة بمدرسة المكان بالسنة أولى ابتدائي كانت سعادتها لا توصف بالرغم من الظروف الصعبة.. فالمدرسة بعيدة عن مقر سكناها (حوالي 5 كلم) والطريق وعرة وموحشة وعبء المحفظة ثقيل لكنها تجاوزت بقلبها الصغير وعزيمتها الكبيرة كل ذلك من أجل الغد الأفضل.. والأمل.. ولكن القدر خطف منها هذا الأمل.
قبيل عطلة الشتاء الفارطة أنهت الضحية حصة الدراسة المسائية وأنطلقت في طريق عودتها الشاق الى المنزل وبعد مسافة عرّجت نحو طريق فرعي يؤدي الى منزل والديها وفي الطريق شاء حظها العاثر أن يعترض سبيلها شابان يمتطيان عربة صغيرة يجرها حمار تعرف في تلك المنطقة باسم «البطاح» فلعب الشيطان بعقليهما واستفاق مارد الظلام بداخلهما تقوده الشهوة الحيوانية ..فطلبا بخبث من الطفلة المسكينة أن تمتطي معهما العربة لايصالها الى منزل والديها.. وببراءة الأطفال وافقت الطفلة على ذلك لعلها تستريح من عناء بعض الكلمترات..
ولكن وبالقرب من أحد الأودية نفّذ الشابان مخططهما الشيطاني حيث أنزلا الطفلة عنوة وسدّا فمها وتداولا على اغتصابها بكل وحشية.. حتى انهارت وانهالت على الأرض .. فما كان من الجانيين إلا أن أطلقا ساقيهما للريح.. عندما استفاقت الضحية من اغمائها حاولت جاهدة النهوض أو الصياح لكنها لم تقدر..
في الأثناء مرت بعض النسوة من المكان فاكتشفن الكارثة فاسرعن لاخبار الأم.. هذه الأخيرة كانت تجوب أرجاء المنطقة بحثا عن ابنتها التي تأخرت عن موعد العودة.. لكنها تلقت أخيرا النبأ الصاعقة فهرعت الى مكان ابنتها لتجدها على تلك الحالة فحملتها بين أحضانها وأخذت الطريق جريا بمفردها الى المستشفى المحلي بزانوش.. قطعت مسافة 7 كلمترات كاملة جريا وابنتها في حضنها حتى وصلت الى المستشفى .. الصدمة لم تترك لها فرصة أخبار بقية أفراد العائلة.. المستشفى يحيل مباشرة البنية الى مستشفى الهادي شاكر بصفاقس.. هناك توقف النزيف بعد 3 عمليات جراحية.. ولكن نزيف المأساة والأحزان لم يتوقف ..الطفلة مازالت طريحة الفراش في بيت والديها.. الدراسة توقفت والأمل ابتلعته المأساة ..
أما الجانيان فأحيلا مباشرة الى المصالح المختصة.