إيقاف المتهم... والقضاء التونسي يفتح تحقيقا
مسيرة صامتة لروح حكيم... وباقات الزهور غطّت موقع الجريمة
لفظ نهاية الأسبوع الفارط تلميذ تونسي (من مواليد 23 اكتوبر 1991) يدعى حكيم، أنفاسه الأخيرة بقسم العناية المركزة بمستشفى هنري موندور بكريتاي(créteil) بضواحي باريس متأثرا بالمضاعفات الخطيرة لنزيف دموي حاد لحق به جراء تعرضه للطعن داخل معهد داريوس ميلهود بكرملين بيساتر(kremlin-bicetre) بمقاطعة «فال دي مارن» من قبل تلميذ عربي الجنسية حسبما أفادت وسائل الإعلام الفرنسية.
وأعلن مستشفى هنري موندور بكريتاي في حدود الساعة العاشرة وخمسين دقيقة من مساء يوم الجمعة وفاة التلميذ التونسي بعد نحو ست ساعات من التدخل الطبي قبل أن يؤكد مصدر أمني الوفاة الناجمة عن طعنتين تلقاهما الضحية في الكبد والرئة أثناءمعركة جدّت بينه وبين تلميذ يقاربه في السن في بهو المعهد الذي يدرسان فيه.
هذه الجريمة خلّفت صدمة كبيرة في الأسرة التربوية الفرنسية وخاصة بين التلاميذ والإطارين التربوي والإداري للمعهد المذكور ما دفع بوزير التربية القومية الفرنسي ليك شاتال ووزير الداخلية برياس هورتفي إلى التحول على عين المكان والبحث في الاجراءات الوقائية الكفيلة بضمان سلامة التلاميذ في كل المؤسسات التربوية الفرنسية وتجنب تكرار مثل هذه المآسي.
من جانبها سارعت السلطات القضائية التونسية إلى اتخاذ الاجراءات القانونية الكفيلة بضمان كافة حقوق الشاب التونسي وعائلته من ذلك الإذن لأحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس بفتح تحقيق في القضية لكشف كامل ملابسات الجريمة والذي سارع إلى استدعاء عائلة القتيل لسماع أقوالها حول أطوار الواقعة الأليمة.كما ينتظر أن يوجه إنابة قضائية للسلطات القضائية الفرنسية لمدّه بنسخة من ملف القضية للاطلاع عليها.
معاكسة فمعركة
وفي سياق حديثها عن الجريمة أشارت الصحف الفرنسية إلى أن المتهم (18 سنة) أطنب يوم الخميس الفارط في معاكسة شقيقة الضحية داخل المعهد وإزعاجها وهوما دفعها إلى إشعار شقيقها حكيم ليتصدّى للسلوك غير الأخلاقي الذي اتبعه التلميذ الذي ينحدر من أصول عربية ويدعى إسلام.ب.
وفي حدود الساعة العاشرة وأربعين دقيقة من اليوم الموالي (الجمعة) اعترض الضحية التلميذ القاتل قرب بهو المعهد ولامه على صنيعه معاتبا إياه على تصرّفه غير اللائق مع شقيقته بحضور الأخيرة ولكن المتهم غضب من عتاب زميله له فما كان منه سوى استلال سكين من جيبه وتسديد طعنتين لحكيم في الصدر ثم الفرار.
وحسب ذات المصدر فإنّ التلميذ التونسي سقط أرضا والدماء تنزف من جسمه أمام شقيقته المصدومة وتحت أنظار رفاقه الذين اتصلوا بالحماية المدنية التي حلت بالمكان ونقلت حكيم إلى المستشفى.
إيقاف القاتل
وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن أعوان الأمن كثفوا من تحرياتهم للإيقاع بالقاتل إلى أن بلغتهم معلومة على الساعة الواحدة من فجر أمس الأول السبت من بعض المارة تفيد بوجود مراهق يتسكع في الطريق بمنطقة «إيفري سير سان» وتبدو عليه علامات الاضطراب فتوجهوا على عين المكان حيث تبين أن الشخص المذكور لم يكن سوى المشتبه به فأوقفوه واقتادوه إلى المقر الأمني فالتزم الصمت ولم يشرح أسباب الجريمة أو أطوارها وبدا مرهقا نفسيا. وحسب ذات المصدر فإن المتهم يعيش في دوامة من المشاكل العائلية إذ غادر قبل شهر منزل والديه باتجاه محل صديقة شقيقه التي آوته ولكن لم يعرف بالعدوانية أو الانحراف بل كان شخصا هادئا.
الدفن في تونس
وفي ذات السياق ينتظر أن يوارى جثمان حكيم الثرى بمسقط رأسه بجزيرة جربة اليوم أو غدا كما ينتظر أن ينظم أصدقاؤه مسيرة صامتة يوم الجمعة القادم انطلاقا من معهد داريوس ميلهود بكرملين بيساتر باتجاه منزل عائلة المأسوف عليه الذي عرف بين رفاقه بهدوئه وسيرته الحسنة. وفي هذا الإطار قالت سلمى(تلميذة بنفس المعهد) لصحيفة فرنسية: "لقد قتل حكيم لسبب تافه، أنا مصدومة وحزينة... لم ننتظر مثل هذا الاعتداء" أما زميلها كيفن فاكتفى بالقول:"أنا حزين لما حصل" فيما قال التلميذ كلاريس: "حكيم عرف بطيبة قلبه كذلك قاتله... لم أتصوّر أن يقترف مثل هذا الفعل"
وكان عدد من التلاميذ تجمعوا بموقع الجريمة رغم تساقط الثلوج ووضعوا باقات من الزهور الحمراء والبيضاء ترحما على صديق شهدوا له بدماثة
الأخلاق بينما كتب آخرون على الكراذين عبارات تندد بما حصل وتؤكد أن حكيم الصديق والزميل لن ينسى